Image-Description
ماجد عرسان الكيلاني

مفكر أردني ترك بصمة واضحة في عالم التربية الإسلامية، حيث سبر أغوارها وأصدر كتبا كثيرة تتمحور حول فلسفة التربية الإسلامية وأهمية الانتباه لدورها في تقوية جسد الأمة لمقاومة الأخطار المحدقة بها، وفي مقدمتها الخطر الإسرائيلي الذي يبذل مساعي حثيثة للتأثير على الشخصية المسلمة من خلال اللعب بخيوط التربية والتعليم.

المولد والنشأة
ولد ماجد عرسان الكيلاني في قرية الشجرة التابعة للواء الرمثا (أقصى شمال الأردن) عام 1932 لأب مزارع، أنفق كل ما يملك على أبنائه لتدريسهم وتلقيهم علما نافعا يخدم أمتهم الإسلامية، ولأم اتسمت بأخلاقها الحميدة. وله تسعة أشقاء (خمسة ذكور وأربع إناث)، وستة أبناء (ثلاثة ذكور وثلاث إناث).

الدراسة والتكوين
تلقى الكيلاني تعليمه الابتدائي في "الكتاتيب"، وانتقل بعدها إلى مدرسة الرمثا (شمالا) ليكمل تعليمه الثانوي هناك، ونظرا لتفوقه فقد تقرر ابتعاثه لإكمال دراسته الجامعية في القاهرة بتخصص التاريخ، وكان من الطلاب المتفوقين في مجال الأدب والشعر.

في عام 1974، التحق الكيلاني بالجامعة الأردنية لدراسة الماجستير في التربية، وبعد مرور عام على ذلك، حصل على منحة لدراسة التاريخ في الجامعة الأميركية بـلبنان، وعاد بعدها إلى الأردن ليستأنف دراسته في تخصص التربية، ليصبح بعد ذلك مديرا للتعليم في وزارة الأوقاف.

أنهى الكيلاني لاحقا دراسة الدكتوراه في التربية من جامعة "بتسبرغ" في بنسلفانيا بـالولايات المتحدة الأميركية.

الوظائف والمسؤوليات
عمل الكيلاني مدرسا بمدرسة النجاح الثانوية في نابلس، ثم انتقل بعدها إلى عمان رئيسا لقسم المناهج في وزارة التربية الأردنية.

التجربة العلمية
بحسب شقيقه محمد (73 عاما)، فقد انصب اهتمام ماجد الكيلاني على التأليف في مجال التربية الإسلامية وله مؤلفات عديدة، أشهرها (سلسلة التربية الإسلامية) التي تشتمل على أهداف التربية الإسلامية وأساليبها وأدواتها، وكتابه "فلسلفة التربية"، الذي اعتبرته منظمة اليونيسف أفضل كتاب في مجال التربية الإسلامية.

وأضاف محمد لوكالة الأناضول للأنباء "اتسم ماجد رحمه الله في مؤلفاته بالوسطية والتسامح والدعوة لاستيعاب الآخرين، والعمل على إخراجهم بثوب إسلامي فريد، بعيدا عن التعصب والجمود".

وعمل المفكر الأردني مديرا للمركز الإسلامي بـنيويورك في ثمانينيات القرن الماضي، وقد ركز على دراسة الصهيونية وخطرها على العالم الإسلامي، حيث كان ذلك في أول مؤلفاته التي حملت عنوان "الخطر الصهيوني وأثره على مناهج التعليم العربية" عام 1971، والذي اعتبر صيحة مبكرة لإنذار الأمة بالخطر الصهيوني ومحاولاته المختلفة لتشويه الشخصية العربية.

أصيب الكيلاني بـ"الشلل الرعاشي" في السنتين الأخيرتين من عمره، إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في العطاء، فقد كان منزله قاعة للمحاضرات والندوات النقاشية لطلبة العلم من مختلف دول العالم.

المؤلفات
من مؤلفات ماجد الكيلاني "تطور مفهوم النظرية التربوية الإسلامية"، و"الفكر التربوي عند ابن تيمية"، و"أهداف التربية الإسلامية". وذلك إلى جانب "مقومات الشخصية المسلمة"، و"الأمة المسلمة"، و"فلسفة التربية الإسلامية"، و"رسالة المسجد".

كما صدر للكيلاني "حياة الإنسان في العالم العربي"، و"التربية والمستقبل في المجتمعات الإسلامية"، و"الخطر الصهيوني على العالم الإسلامي"، و"أهداف التربية الإسلامية"، و"أصول العقل الأميركي وتطبيقاته الاقتصادية والسياسية والعسكرية"، و"صناعة القرار الأميركي".

الجوائز والأوسمة
حصد المفكر الأردني عشرات الجوائز العالمية، وكان آخرها "جائزة الفارابي العالمية للعلوم الإنسانية والدراسات الإسلامية الأولى". 

الوفاة
توفي ماجد عرسان الكيلاني يوم السبت 24 أكتوبر/تشرين الأول 2015 عن عمر يناهز 83 عاما، نذر فيها نفسه وحياته لبيان أصول التربية الإسلامية، ودورها في مواجهة أخطار صهيونية تغلغلت في الثقافة الإسلامية، وسعت لتشويه الشخصية العربية، والحقائق التاريخية.