التَّعْرِيفُ بالمُؤَلِّفِ: وُلِدَ جِيفْرِي لَانْغْ عَامَ أَلْفٍ وَتِسْعِمِئةٍ وَأَرْبَعَةٍ وخَمْسِيْنَ مِيْلادِيًّا لِأُسْرَةٍ مَسِيحِيَّةٍ كَاثُولِيكِيَّةٍ، وَكَانَ شَكُّهُ بِوُجُودِ اللَّهِ مُنْذُ حَدَاثَةِ سِنِّهِ، عِنْدَمَا كَانَ يُصَلِّي لِكَيْ يُزِيحَ اللَّهُ وَالِدَهُ مِنْ حَيَاتِهِمْ لِأَنَّ وَالِدَهُ يُؤْذِي أُمَّهُ بِشِدَّةٍ، إِلَّا أَنَّ وَالِدَهُ ظَلَّ مَوْجُودًا. كَانَ جِيفْرِي مُتَوَقِّدَ الذَّكَاءِ، كَثِيرَ الشَّكِّ وَالْجَدَلِ، فَالشَّكُّ كانَ مِنْ رُوحِ الْعَصْرِ الَّذِي يَعِيشُ فِيهِ، وَكَانَ يَتَسَاءَلُ: لِمَاذَا خَلَقَ اللَّهُ هَذَا الْعَالَمَ الْعَنِيفَ النَّاقِصَ؟ لِمَاذَا يُعَذِّبُ الْأَقْوِيَاءُ الضُّعَفَاءَ؟ أَمَّا عَنْ حَيَاتِهِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْمِهْنِيَّةِ وَالْعَائِلِيَّةِ؛ فَقَدْ أَكْمَلَ دِرَاسَتَهُ الْجَامِعِيَّةَ فِي قِسْمِ الرِّيَاضِيَّاتِ فِي جَامِعَةِ كُونِيتِيكِتْ، ثُمَّ تَزَوَّجَ بَعْدَهَا زَوَاجًا نَفْعِيًّا، حَيْثُ اتَّفَقَا عَلَى أَنَّهُ يُمْكِنُ إِنْهَاؤُهُ فِي أَيِّ وَقْتٍ، وَرَحَلَ مَعَ زَوْجَتِهِ إِلَى لَافَايِيتْ الْغَرْبِيَّةِ (إنْدِيَانَا) لِكَيْ يُتَابِعَا دِرَاسَتَهُمَا فِي جَامِعَةِ بِرْدُو، وَتَمَّ طَلَاقُهُمَا بَعْدَ ثَلَاثِ سَنَوَاتِ بِنَاءٍ عَلَى طَلَبِهَا. ثُمَّ تَابَعَ دِرَاسَتَهُ إِلَى أَنْ تَخَرِّجَ عامَ أَلْفٍ وَتِسْعِمِئةٍ وواحِدٍ وَثَمانِيْنَ مِيْلادِيًّا، وَبَقِيَ فِي نَفْسِ الْكُلِّيَّةِ مُحَاضِرًا حَيْثُ دَرَسَ فِيهَا فَصْلًا وَاحِدًا. وَانْتَقَلَ عامَ أَلْفٍ وَتِسْعِمِئةٍ وَاثْنَيْنِ وَثَمانِيْنَ مِيْلادِيًّا، إِلَى مَدِينَةِ سَانْ فِرَانْسِيسْكُو الْكَبِيرَةِ، لِلتَّدْرِيسِ فِي جَامِعَتِهَا، وَفِي أُولَى مُحَاضَرَاتِهِ فِي هَذِهِ الْجَامِعَةِ تَعْرَّفَ عَلَى شَابٍّ وَسِيمٍ أَنِيقٍ وَثَرِيٍّ اسْمُهُ مَحْمُودٌ قِنْدِيلٌ، مِنْ أَصْلٍ سُعُودِيٍّ، وَتَوَطَّدَتْ عَلَاقَتُهُ بِهِ بِأَنَّ عَرَّفَهُ عَلَى عَائِلَتِهِ؛ إِخْوَتِهِ (عُمَرَ وَرَاجِيَةَ)، وَاتَّخَذُوهُ صَدِيقًا مُقَرَّبًا لَهُم، وَعَاشَ مَعَهُمْ أَوْقَاتًا سَعِيدَةً جِدًّا، وَكَانَ جِيفْرِي يُنَاقِشُهُمْ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ فِي الدِّينِ فَيُجِيبُونَ عَنْ تَسَاؤُلَاتِهِ، فَوَجَدَ أَنَّ أَفْكَارَهُمْ الدِّينِيَّةَ تَتَّبِعُ مِيثُولُوجْيَا مُحَدَّدَةً وَأَسَاسًا مَنْطِقِيًّا مُعَيَّنًا، وَفِي يَوْمٍ مِنَ الأَيّامِ أَهْدَوْهُ نُسْخَةً مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ مَعَ بَعْضِ الْكُتُبِ عَنِ الْإِسْلَامِ، وَبَعْدَ أَنْ وَجَدَ فِي الْقُرْآنِ مَا وَجَدَ، شَعَرَ بِالانْقِيَادِ إِلَى طَرِيقٍ وَاحِدٍ لَا ثَانِي لَهُ، فَاتَّجَهَ إِلَى مَسْجِدِ الْكُلِّيَّةِ لِيَسْأَلَ بَعْضَ الْأَسْئِلَةِ، وَإِذْ بِهِ يُسْلِمُ وَيَنْطِقُ بِالشَّهَادَتَيْنِ. ثُمَّ تَزَوَّجَ مِنْ رَاجِيَةَ بِنْتِ قِنْدِيلٍ أُخْتِ صَدِيقِهِ مَحْمُودٍ، وَعَاشَ مَعَ عَائِلَتِهِ وَبَنَاتِهِ الثَّلَاثِ (جَمِيلَةَ وَسَارَّةَ وَفَاتِنَ) فِي كِنْسَاسْ . وَيَتَنَاوَلُ الْكِتَابُ انْطِبَاعَاتِ أَمْرِيكِيٍّ اعْتَنَقَ الْإِسْلَامَ، فَيَذْكُرُ تَجْرِبَتَهُ وَحَيَاتَهُ الْجَدِيدَةَ فِي الْإِسْلَامِ. وَبِدَايَةَ تَعَرُّفِهِ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَالْمَرَاحِلَ الَّتِي عَاشَهَا قَبْلَ اعْتِنَاقِهِ لِلدِّينِ الْجَدِيدِ أَيَّامَ الْمَدْرَسَةِ وَالْجَامِعَةِ وَدِرَاسَاتِهِ الْعُلْيَا، ثُمَّ يُورِدُ أَسْئِلَةً حَوْلَ الْكَوْنِ وَالْحَيَاةِ وَالدِّينِ وَاعْتِرَاضَاتِهِ الْكَثِيرَةِ حَوْلَ بَعْضِ الْمُعْتَقَدَاتِ الْمَسِيحِيَّةِ، ثُمَّ بِدَايَةِ قِرَاءَتِهِ لِلْقُرْآنِ وَتَعَرُّفِهِ بِالْمُسْلِمِينَ فِي أَمْرِيكَا، وَدُخُولِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ أَوَّلَ مَرَّةٍ لِمَعْرِفَةِ الْإِسْلَامِ. وَنِقَاشَاتِهِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ نُطْقِهِ بِالشَّهَادَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَنْتَقِلُ إِلَى الْحَدِيثِ عَنِ الْقُرْآنِ، وَعَلَاقَةِ الاسْتِشْرَاقِ بِهِ. وَعَلَاقَةِ الْمُعْتَنِقِ الْغَرْبِيِّ لِلْإِسْلَامِ وَكَيْفَ يُسَاعِدُ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَلَى اعْتِنَاقِ الْإِسْلَامِ